¤ ترغيبه صلى الله عليه وسلم في التوحيد، وتحذيره من الشرك:
تواترت السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتأكيد على لزوم التوحيد، وإنتهاجه في حياة المسلم إلى الممات، والتحذير من الشرك، والتنفير منه، وبيان عظيم جرمه وفداحة عاقبته في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:
1= قال صلى الله عليه وسلم: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا اله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير» (1).
2= وكما في حديث عتبان في الصحيحين، قال: «فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» (2).
3= ورد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82]، شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟!. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه ليس بذلك!! ألا تسمع قول لقمان: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]» (3).
قال الإمام الألوسي: وكون الشرك ظلم لما فيه من وضع الشيء في غير موضعه، وكونه عظيما لما فيه من التسوية بين من لا نعمة إلا منه، ومن لا نعمة له (4).
فما أعظم وصف الشرك أنه ظلم عظيم، فأي ظلم أفظع من أن يخلقك الله وتعبد غيره، ويرزقك وتشكر غيره، ويسوق إليك النعم فتهب إلى غيره.
4= قال صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو من دون الله ندّا دخل النار» (5).
5= وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الذنب أعظم، قال: «أن تجعل لله نداً وهو خلقك» (6).
6= وجاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» (7).
7= ولحديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله» (8).
8= وعندما سأله علي رضي الله عنه في فتح خيبر: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ قال: «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك منعوا منكم دماءهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله» (9).
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
(1) صحيح البخاري كتاب الإيمان باب زيادة الإيمان ونقصانه 44، ومسلم كتاب الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها 192.
(2)البخاري 1/110، ومسلم 1/61.
(3) صحيح البخاري كتاب التفسير باب قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. 4776. ومسلم كتاب الإيمان باب صدق الإيمان وإخلاصه 124.
(4) روح المعاني 21/ 85.
(5) صحيح البخاري كتاب التفسير باب قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} 4497.
(6) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون، 4/1626 4207.
(7) أخرجه مسلم كتاب الزهد والرقائق باب من أشرك في الله وفي نسخة باب تحريم الرياء 4/2289 - 2986.
(8) أخرجه البخاري كتاب الإيمان باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة رقم 25، ومسلم الإيمان باب الأمر بقتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله رقم 22.
(9) مسلم 2/1872 رقم 2405.
المصدر: اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.